القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الأخبار

تحضير نص سلوك مدني للسنة الثالثة إعدادي

المكون: النصوص القرائية

المستوى: الثالثة إعدادي

العنوان: سلوك مدني

بقلم الطالب ياسين الموذن



نص الانطلاق:

نهض من نومه، وغسل وجهه من آثار النعاس … وصلى لله حمدا وشكرا … وبادل زوجته أحلى الكلمات، وداعب أطفاله أجمل مداعبة، ارتدى معطفه الأبيض، ثم استقل سيارته ليذهب إلى عمله … بعد أن أدار محرك السيارة تأكد من أن سيارته في حالة جيدة … خرج جاره ليذهب إلى عمله فبادله تحية الصباح بقلب صاف وروح طيبة.

لقد كان يقظا وهو يقود سيارته ملتزما بقواعد المرور … ازدحمت السيارات عند إشارات المرور … لم يغير اتجاهه … ولم يحاول صهود الرصيف، ولم يستخدم البوق المزعج عندما تلكأت السيارة التي أمامه.

وصل إلى عمله محييا زملاءه بابتسامة صادقة … دخل مكتب ، وبدأ المواطنون بالدخول … كان يضع على جدار المكتب عبارة تقول: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، وكان ملتزما تجاه نفسه بهذا المبدأ … دخل عليه مواطن يطلب خدمة تستوجب وقتا لإنجازها … قام بنفسه، وبحث عن الأوراق الخاصة بالمعاملة، وأرشد صاحبها إلى مكتب الزميل الذي عليه تكملة المعاملة.

جاء شخص مندفعا بكبرياء … وشموخ … وتعالٍ، ورمى بالورقة أمامه مخاطبا إياه بإنجازها بسرعة … ابتسم صاحبنا … وترجى الرجل بالجلوس … لكنه أبى … وبما أن إنجاز المعاملة يحتاج إلى وقت ليس بالقصير … فقد شرح صاحبنا للشخص طريقة إنجازها، لكن الشخص رفض وأصر على موقفه … ثم أدخل يده في جيبه، وأخرج مجموعة من الأوراق النقدية، ودس بها بين الملفات الموجودة أمام صاحبنا … ابتسم صاحبنا ورد الورقات إلى صاحبها مبينا أنه يتسلم راتبا من الدولة لقاء خدمته … زاد غضب الشخص، وهدد بأن يشكو لمديره أنه تعمد تأخير المعاملة … ابتسم صاحبنا وردد عبارته بأن المعاملة تحتاج إلى وقت … وأن كثيرين من الناس يودون الدخول إليه … ألقى الشخص عبارات غير لائقة، وسحب ورقته، وهرول خارجا ليذهب إلى المدير.

دخل الفراش بالجرائد اليومية … شكره … ونحاها أسفل المكتب ليقرأها بالمنزل.

انتهى وقت الدوام … وخرج من مكتبه … وعلى سلم المبنى تقابل مع أحد الموظفين الذي حاول أن يستميله في حديث عن زميل آخر. لكنه اعتذر بعدم معرفته بالموضوع، ونزل درجات السلم … قابل مجموعة من الموظفين عند باب الخروج … فتحدث إليهم بكل احترام ورزانة … نزل المدير فإذا بالموظفين يتوددون إليه بكلمات منمقة … لكن صاحبنا حياه باحترام وتنحى بكل قوة وثبات.

عند تقاطع الشارع كانت هناك سيارة مستعجلة فأعطاها إشارة المرور … وصل إلى الإشارة الضوئية وكانت صفراء … خفف من سرعته، ووقف حتى صارت الشارة خضراء فواصل السير.

وصل إلى منزله … وترك كل هموم العمل، واستمع إلى نشرة الأخبار … وقرأ جرائد اليوم، وتناول الغداء … وفي المساء صاحب عائلته في جولة، وبدأ بالحديث اللطيف مع أسرته، وشاهد برامج التلفزيون إنه رجل المدينة الفاضلة!!!

أحمد عبد الملك، بذور الصحراء، دار قطري بن الفجاءة، الدوحة، 1984، ص: 130 (بتصرف).


أولا: ملاحظة النص واستكشافه :

1- تعريف صاحب النص:

أحمد عبد الملك (مواليد 1 يناير 1951)، هو محترف إعلامي وكاتب قصصي قطري. ولد في مدينة الدوحة ودرس فيها حتى حصل على الثانوية العامّة. انتسب إلى جامعة بيروت العربية في 1971 وتخرج فيها عام 1976 مجازًا في اللغة العربية. ثم أكمل علومه في جامعة نيويورك حيث حصل على الماجستير في الإعلام التربوي عام 1982. عاد إلى وطنه وعمل في الإعلام مذيعًا فرئيسًا لقسم النصوص والترجمة فمراقب أخبار، فمسؤولًا لقسم النصوص والترجمة، فمراقب أخبار، ثم مسؤولًا عن الأخبار العربية والإنجليزية. هو عضو في اتحاد الإذاعات العربية ومعهد الصحافة البريطاني. له مؤلفات عديدة حول الإعلام والصحافة ونتاجه الأدبي يشمل روايات وقصص قصيرة ونصوص فنية.

2- نوعية النص ومجاله :

النص نص سردي ذو بعد اجتماعي يندرج النص ضمن المجال الاجتماعي.

4- مصدر النص : 

النص مقتطف من رواية «بذور الصحراء» للكاتب أحمد عبد المالك.
قراءة الصورة :

تنسجم الصورة المرفقة مع عنوان النص، فهي تجسد سلوكا مدنيا ممثلا في احترام قانون السير من طرف السائقين والراجلين.

بداية النص ونهايته:

1- بداية النص

يبتدئ النص بمؤشر زمني (الصباح).
2- نهاية النص
ينتهي النص بمؤشر زمني (المساء) مما يدل على أن السلوكات المدنية المتحدث عنها في هذا النص تغطي فترة يوم كامل.

بناء فرضية القراءة:

بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه سيتناول:

- أهمية السلوك المدني في المجتمع.

القراءة  التوجيهية

شرح المصطلحات

موكب: جمع موكب أي جماعة من الناس.

الطلائع: جمع طليعة أي مقدمة الشيء، كأن تقول وطني في طليعة الدول أي في مقدمتها.

بردا: البردة هي الكساء الذي يلتحف به الرجل. (سلهام)

المحض: الخالص والصافي.

ادلهم: اشتد ظلامه.

خضبنا: خضب من الخضاب وهو الحناء، وخضَّبَ أي لون بلون الحناء.

الفداء: التضحية.

المضمون العام للنص:

إبراز السارد نماذج من السلوكات المدنية من خلال التصرفات الحضارية لبطل القصة.

تمحيص الفرضية:

من خلال أنشطة الفهم نستنتج أن كل الفرضيات المطروحة صحيحة.

القراءة التحليلية

1- السلوكيات المتحضرة الصادرة عن بطل القصة:

علاقته بأسرته: محب لأسرته، لطيف معها، عارفا بواجباته تجاهها.
علاقته بالشارع أو الطريق: ملتزم بقواعد المرور.
علاقته بالمواطنين: محترم للمواطنين على اختلاف أصنافهم – مخلص في عمله.
علاقته بزملاء العمل: احترامه لزملائه في العمل وكذا مديره، وترفعه عن الغيبة والرشوة.

2- شخصيات النص:

بطل القصة: وهو نموذج للإنسان المتحضر العارف بحقوقه وواجباته.
الشخص المندفع بكبرياء: يمثل نموذجا لسلوك غير متحضر، وإنسان انتهازي يبحث عن مصلحته الخاصة. شخصيات أخرى ثانوية الزوجة - الأطفال - المواطنون - زملاء العمل - المدير - الفراش .

3 - الزمان والمكان في النص:

الزمان:
يتميز الزمان في القصة بكونه زمن يغطي فترة يوم كامل من الصباح إلى المساء، وذلك للتعبير على أن السلوك المدني لهذا
الشخص ملازم له طيلة يومه.
المكان:
تتنوع الأمكنة التي وقعت فيها أحداث القصة البيت - الشارع - مكان العمل - للإشارة إلى مواظبة هذا الشخص على
سلوكه المدني في مختلف الأمكنة.

قيم النص:

قيمة اجتماعية: يعرض النص نماذج من فئات المجتمع وما تتميز به من صفات إيجابية أو سلبية.
قيمة أخلاقية: تتجلى في ضرورة التخلق بالأخلاق الفاضلة في معاملة الآخرين وتجنب التصرفات السلبية.

القراءة التركيبية:

   السلوك المدني هو النموذج المثالي لما يجب أن تكون عليه تصرفات الأفراد وأخلاقهم داخل مجتمعهم، والنص المدروس يجسد نموذجا لهذا السلوك المتحضر من خلال رجل محب لأسرته اتخذ التصرف الإيجابي شعارا في حياته سواء في علاقته مع أهل بيته أو في الشارع أو مع المواطنين أو مع زملائه في العمل.

تعليقات