الإستعارة المرشحة والمجردة و المطلقة
هي التي قرنت بملائم المستعار منه «أي المشبه به» نحو: (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم). استعير الشراء للاستبدال والاختيار، ثم فرع عليها ما يلائم المستعار منه (من الربح والتجارة) ، ونحو: من باع دينه بدنياه لم تربح تجارته. «وسميت مرشحة: لترشيحها وتقويتها بذكر الملائم» وترشيح الاستعارة التصريحية متفق عليه.
من الترشيح في الاستعارات التصريحية قولهُ تعالى:﴿َوآِمنُوا بَِما أَْنَزْلت ُمصّدقا لَِما َمعُكْم َوَلا تَُكونُوا أَوَل َكاِفٍر بِِه َوَلا تَشتَُروا بِآَياتِي ثََمنا َقلِيلا َوِإيايَ فَاتقُوِن﴾. فقد استُعيَر الاشتراء هنا لإبدال شيء بآخر دون تبايع، ثم جيء بما يلائم الاشتراء تقوية للمعنى الحسي.
2- تعريف الإستعارة المجردة:
هي التي قرنت بملائم المستعار له «أي المشبه» نحو: اشتر بالمعروف عرضك من الأذى. «وسميت بذلك: لتجريدها عن بعض المبالغة، لبعد المشبه حينئذ عن المشبه به بعض بعد».
في معرض تصوير الحق تبارَك وتعالى للأرض وتسخير ما فيها من نعم للإنسان يظهر التجريد شاخصا في قولِه تعالى:﴿ هو الِذي جَعَل لَكُم الأَرض ذلُولا فَامشوا في مَناكبِهَا وكلُوا من ِرْزِقِه َوِالَْيِه النشوُر﴾. فاستعارة الذلول للأرض جاءت لتصوير تذليل الانتفاع بها تشبيها بالدابة المسوسة المرتادة بعد الصعوبة، فجيء بالمناكب تجريدا للاستعارة على صيغة الجمع.
3- تعريف الإستعارة المطلقة:
هي التي لم تقترن بما يلائم المشبه والمشبه به: نحو (ينقضون عهد الله) أو ذكر فيها ملائمها معاً ء كقول زهير: لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذّف له لبدٌ أظفاره لم تُقلَّم. استعار الأسد: للرجل الشجاع، وقد ذكر ما يناسب المستعار له، في قوله «شاكى السلاح مقذف» وهو التجريد، ثم ذكر ما يناسب المستعار منه، في قوله «له لبد أظفاره لم تقلم» وهو الترشيح، واجتماع التجريد والترشيح يؤدى إلى تعارضهما وسقوطهما، فكأن الاستعارة لم تقترن بشيء ء وتكون في رتبة المطلقة.
- رأيت أسدًا في المعركة يُشهر سيفَه؛ حيث ذكر فيها ما يناسب المشبه (يشهر سيفه).استعارة مجردة
- رأيت المقاتل يزأر كاشرًا أنيابَه. استعارة مرشحة
- هجم علينا الحزن بجيش من أيامه ولياليه؛ حيث شبه الحزن بإنسان يهاجم. استعارة مطلقة
تعليقات
إرسال تعليق